البلاد (دمشق)
تشهد سوريا منذ مطلع الأسبوع توتراً أمنياً متصاعداً بعد تسجيل سلسلة من الحوادث العنيفة في محافظتي حمص والسويداء، دفعت السلطات إلى تعزيز انتشارها العسكري والأمني في عدد من المناطق الحساسة، في محاولة لاحتواء موجة من الهجمات والاضطرابات ذات الطابع العشائري والطائفي.
وفرضت القوات الحكومية السورية، أمس (الأحد)، طوقاً أمنياً واسعاً في ضاحية الباسل وحي المهاجرين في مدينة حمص، بعد ليلة شهدت اعتداءات مسلحة وأعمال تخريب نُفذت على يد مسلحين من قبيلة بني خالد، وفق شهادات محلية. وتمثلت الهجمات في إحراق منازل ومتاجر وإطلاق نار عشوائي، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى من سكان الأحياء المستهدفة، وسط حالة من الفوضى وتأخر التدخل الأمني خلال الساعات الأولى من التصعيد.
جاءت هذه الهجمات عقب جريمة قتل هزّت بلدة زيدل جنوب حمص، عُثر فيها على رجل وزوجته من قبيلة بني خالد مقتولين داخل منزلهما، بينما كانت جثة الزوجة محترقة ومصحوبة بعبارات ذات طابع طائفي، بحسب”المرصد السوري لحقوق الإنسان”. الحادثة أججت غضباً واسعاً داخل العشيرة، وانعكست بوضوح في هجمات انتقامية استهدفت أحياء ذات غالبية علوية.
ووفقاً للمصادر، عمّت حالة من الذعر بين الأهالي، خاصة مع تزامن أعمال العنف مع خروج الطلاب من المدارس، ما دفع القوات الأمنية إلى تعطيل الحركة في بعض الشوارع ومنع الطلاب من المغادرة حفاظاً على سلامتهم.
وسجّلت وسائل إعلام سورية ارتفاع حصيلة ضحايا عمليات الانتقام والقتل خارج القانون في عموم البلاد منذ بداية عام 2025 إلى أكثر من 1150 قتيلاً، في مؤشر على اتساع دائرة العنف وانفلات السلاح في عدد من المناطق.
وفي تطور منفصل جنوب البلاد، أعلن حسام الطحان، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، نجاح وحدات الأمن في تحرير اثنين من أبناء المحافظة، بعد نحو ستة أسابيع على اختطافهما. وأكد الطحان أن العملية جاءت بعد “رصد ومتابعة دقيقة”، مشيراً إلى أن الجهود مستمرة لتحرير بقية المختطفين، في ظل تزايد حالات الخطف المتبادلة في الجنوب السوري خلال الأشهر الأخيرة.
وجاءت عملية التحرير الجديدة بعد يومين فقط من إطلاق سراح خمسة مواطنين آخرين من أبناء السويداء في بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي، ما يعكس تصاعد نشاط المجموعات المسلحة المسؤولة عن الاختطاف، وتنامي الضغوط الأمنية للحد من هذه الظاهرة.
بعد أن شهدت أعمال عنف.. سوريا.. تعزيزات أمنية مكثفة في حمص
