السياسة

الجيش يطالب بانسحابها من المدن.. قوات الدعم السريع تنقض الهدنة

البلاد (الخرطوم)
يشهد الملف السوداني حراكاً سياسياً متسارعاً، وسط تصاعد الضغوط الدولية ودخول أطراف إقليمية ودولية على خط المساعي الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف. وفي هذا السياق، ثمّن مجلس الأمن والدفاع السوداني، خلال اجتماعه الأخير برئاسة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لدعم مسار السلام والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
وأكد المجلس تكليف جهات الاختصاص بدراسة والرد على الورقة التي قدمها مستشار ترمب للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، والمتعلقة بوقف الحرب، في وقت شدّد فيه على التمسك بالمقترحات التي سبق أن رفعتها الحكومة السودانية للأمم المتحدة والجهات الدولية ذات الصلة. كما جدّد التزامه بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وتأمين العاملين في المجال الإغاثي، وفتح الطرق والمعابر لضمان وصول الدعم إلى المتضررين، بالتزامن مع تأكيد حرصه على حماية سيادة البلاد واستقرارها.
وجاءت هذه التطورات بعد تصريحات لبولس أكد فيها أن ترمب جعل من تحقيق السلام في السودان “أولوية”، مشيراً إلى أن واشنطن قدمت مع شركائها خطة متكاملة للحل. كما أدان الانتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين، محذراً من مستويات غير مسبوقة من المجاعة والنزوح في البلاد.
وفي وقت أعلنت فيه قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، هدنة إنسانية من طرف واحد لمدة 3 أشهر، اشترط الجيش انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق المدنية رافضاً أي تسوية تعيدها إلى المشهد السياسي أو إلى شراكة السلطة، منتقداً المناورة السياسية للدعم السريع الذي أعلن عن هدنة فيما لا تزال قواته تستهدف المدن في إقليم كردفان الذي يشكل نقطة وصل استراتيجية بين الخرطوم ووسط السودان ودارفور، حيث أعلن الجيش السوداني أنه تمكن من صد هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة، مؤكداً أنه كبّدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، واستولى على عدد من المركبات القتالية ودمر أخرى. ويأتي ذلك وسط توقعات بتصعيد عسكري يهدف لفك الحصار عن بابنوسة واستعادة مواقع استراتيجية كمدينة بارا.
وفي سياق متصل، أكد البرهان وفقاً لما نشر في صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الحرب اندلعت إثر “تمرد قوات الدعم السريع على الدولة”، متهماً إياها بارتكاب “فظائع واسعة بحق المدنيين”، مشيراً إلى تقارير أممية ودولية وثّقت عمليات قتل جماعي وانتهاكات جسيمة. كما وصف الدعم السريع بأنها “قنبلة موقوتة” نشأت في دارفور وتحولت للعمل خارج سلطة الدولة، مذكّراً بمحاولات دمجها في الجيش في 2022 قبل أن تنقلب عليه في أبريل 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *