البلاد (دمشق)
شهد ريف دمشق الغربي أمس (السبت) تصعيداً جديداً، مع تسجيل توغل إسرائيلي في محيط بلدة بيت جن الواقعة على سفوح جبل الشيخ، في خطوة تأتي ضمن سلسلة تحركات عسكرية متكررة على خط فضّ الاشتباك الموقع عام 1974.
ودخلت قوة إسرائيلية مكوّنة من ثلاث دبابات وخمس آليات عسكرية إلى منطقة الكروم الغربية عند التقاطع المعروف باسم “مفرق باب السد وسرية الدبابات”، على الطريق الرابط بين مزرعة بيت جن وقرى حضر وجباثا الخشب وطرنجة في ريف القنيطرة. وأوضحت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن القوات الإسرائيلية نفّذت إطلاق نار متقطع في الهواء بهدف ترهيب رعاة الماشية وإبعاد المدنيين عن المنطقة، قبل أن تقيم حاجزاً عسكرياً وتمنع حركة المارة.
ويعيد هذا التحرك إلى الأذهان أحداث 29 نوفمبر الماضي حين اندلعت اشتباكات بين سكان بيت جن وجنود إسرائيليين، ما أسفر عن مقتل 13 مدنياً سورياً وإصابة عدد من الجنود، في واحدة من أكثر الحوادث دموية على خط التماس منذ سنوات.
وتقع بيت جن على بعد نحو 10 كيلومترات من الجولان المحتل، وترتبط تاريخياً باتفاقية فك الاشتباك التي تحدد قواعد الحركة العسكرية بين الجانبين السوري والإسرائيلي منذ منتصف السبعينات، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تآكل تلك الحدود التقليدية.
وفي السياق الأوسع، كشفت مصادر سورية أن إسرائيل كثّفت وجودها العسكري جنوب البلاد منذ سقوط النظام السوري السابق عام 2024، متجاوزة المنطقة العازلة في عدة نقاط، أبرزها مواقع مرتفعة في محيط جبل الشيخ. كما نفذت، وفق تصريحات الباحث الاستراتيجي في وزارة الخارجية السورية عبيدة غضبان، أكثر من ألف غارة خلال العامين الماضيين، مستهدفة مواقع تُتهم بأنها تابعة لفصائل مسلحة أو بنى عسكرية سورية.
من جانبه، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن رغبته في إقامة منطقة “منزوعة السلاح” تمتد من دمشق حتى جبل الشيخ، وهو مطلب ترفضه دمشق بشدة وتراه مساساً بسيادتها وحدودها.
ورغم عقد ست جولات حوارية بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين بوساطة أميركية بهدف التوصل إلى تفاهمات أمنية تضبط التوتر الحدودي، إلا أن تلك المحادثات تعثرت ولم تحقق تقدماً ملموساً، قبل أن تتوقف بالكامل منذ سبتمبر الماضي.
ومع غياب أي إطار سياسي فاعل للتهدئة، يبقى الجنوب السوري مرشحاً لمزيد من التوتر، في ظل استمرار التحركات العسكرية الإسرائيلية وتنامي مخاوف السكان من تكرار سيناريو المواجهات الأخيرة في بيت جن.
توغلت في بيت جن وأرهبت المدنيين.. إسرائيل تعيد التوتر لحدود الجولان
