ترمب يتحدث عن «تقدم كبير».. واشنطن تكثف جهود إنهاء الحرب الأوكرانية

البلاد (واشنطن، كييف)
في تطورٍ لافت على صعيد الجهود الدولية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تحقيق “تقدّم كبير” في مفاوضات السلام الجارية، مشيراً إلى أن فريقه أحرز خطوات مهمة نحو إنهاء النزاع الذي اندلع منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وقال ترمب خلال حديثه، أمس (السبت): إن إدارته “أنجزت الكثير”، مضيفاً: “لم يسبق لأحد أن أوقف ثماني حروب من قبل، ولم يتبقَّ سوى حرب واحدة في روسيا وأوكرانيا، ونحن نحرز تقدماً ملموساً فيها”. وكشف عن مقترح لإقامة منطقة اقتصادية حرة في دونباس، معتبراً أن الفكرة قابلة للتطبيق، لكنه رفض الخوض في تفاصيل إضافية. وأكد أن هدفه الأساسي هو “وقف مقتل 25 ألف شخص شهرياً”.
من جهته، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن المقترح الأمريكي لا يزال غامضاً في ما يخص ترتيبات الأمن داخل المنطقة المقترحة، في حين أبدى استعداداً لمواصلة الحوار بشأن الخطة الأمريكية.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، المكلّف من الرئيس ترمب، سيتوجه إلى العاصمة الألمانية برلين لعقد لقاءات مع زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين؛بهدف تضييق الفجوة حول بنود خطة السلام. وأكدت الحكومة الألمانية استضافة برلين لهذه الاجتماعات، التي من المقرر أن يشارك فيها مسؤولون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
في المقابل، أعلنت وسائل إعلام بولندية عن إلغاء الاجتماع الذي كان مقرراً في باريس، بينما أشارت مصادر أوروبية إلى أن القادة الأوروبيين يسعون لإيجاد أرضية مشتركة قبل اجتماع المجلس الأوروبي المرتقب في 18 ديسمبر.
وتزامنت هذه التحركات مع تصعيد ميداني جديد؛ إذ شنت روسيا سلسلة هجمات استهدفت منشآت للطاقة والبنية التحتية في أوكرانيا، مما تسبب بانقطاع الكهرباء عن آلاف السكان، لا سيما في منطقة أوديسا. وأكد زيلينسكي أن موسكو أطلقت نحو 30 صاروخاً و450 مسيّرة، مشدداً على أن “ما تفعله روسيا لا يمتّ بصلة لمحاولات إنهاء الحرب”.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ردّت على “الهجمات الإرهابية الأوكرانية” بضربات واسعة باستخدام صواريخ فرط صوتية من طراز “كينجال”، مؤكدة أن جميع الأهداف المحددة “أُصيبت بنجاح”. وأفادت موسكو بمقتل شخصين في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على مدينة ساراتوف، بينما أكدت تدمير 41 مسيرة في مناطق مختلفة من البلاد.
وفي تطور اقتصادي موازٍ، وافق الاتحاد الأوروبي على تجميد أصول البنك المركزي الروسي إلى أجلٍ غير مسمى، في خطوة تهدف إلى تمويل قرض ضخم لأوكرانيا بقيمة 165 مليار يورو لتغطية نفقات عامي 2026 و2027.