السياسة

توغل إسرائيلي جديد في القنيطرة.. حراك دولي في الملف السوري

البلاد (دمشق)
واصلت القوات الإسرائيلية توغلاتها شبه اليومية في جنوب سوريا، حيث توغلت، أمس (الاثنين)، قوة عسكرية إسرائيلية في ريف القنيطرة الشمالي، في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية للبلاد، وسط جمود المسار التفاوضي الأمني بين دمشق وتل أبيب.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن قوة إسرائيلية مؤلفة من خمس آليات عسكرية توغلت على الطريق الواصل بين بلدة جباتا الخشب وقرية عين البيضا، وأقامت حاجزاً مؤقتاً، عمدت من خلاله إلى تفتيش المارة وعرقلة حركة المدنيين، قبل انسحابها لاحقاً، في تكرار لسيناريو بات مألوفاً في المنطقة خلال الأشهر الماضية.
وعلى الرغم من عقد ست جولات من المحادثات غير المباشرة بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين بوساطة أميركية، بهدف التوصل إلى تفاهمات أمنية تضمن الاستقرار في المنطقة الحدودية، فإن تلك المباحثات لم تُفضِ إلى اتفاق ملموس، قبل أن تتوقف كلياً منذ سبتمبر 2025، وفق وكالة رويترز.
وفي هذا السياق، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، قبل أيام، أن المحادثات مع دمشق تواجه “عقبات متزايدة”، مشيراً إلى أن مطالب سورية جديدة طُرحت خلال الجولات الأخيرة، ما أدى إلى توسيع فجوة الخلاف بين الطرفين، في وقت تحدثت تقارير عن رسائل أميركية وُجّهت إلى تل أبيب تحذر من أن زعزعة استقرار سوريا تمثل “خطاً أحمر”.
بالتوازي مع التطورات جنوباً، شهدت الساحة الأمنية في وسط سوريا تصعيداً خطيراً، عقب الهجوم الذي استهدف دورية مشتركة سورية – أمريكية في مدينة تدمر، والذي وصفه المتحدث السابق باسم التحالف الدولي، الكولونيل مايلز كاغينز، بـ”المفاجئ”.
وأكد كاغينز أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقامة علاقات أمنية طويلة الأمد مع سوريا، مشيراً إلى أن واشنطن تواصل مهمة محددة لدعم القوات الأمنية السورية في محاربة تنظيم “داعش”، بالتعاون مع الحكومة السورية. وشدد على أهمية دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن وزارة الدفاع السورية، باعتبار ذلك خطوة أساسية لتعزيز الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
كما لفت إلى أن المواقع الأمريكية في سوريا تتعرض لهجمات متكررة، محمّلاً الميليشيات المدعومة من إيران مسؤولية محاولات مستمرة لتوتير مناطق انتشار القوات الأميركية.
وعقب الهجوم، أعلنت وزارة الداخلية السورية تنفيذ “عملية أمنية نوعية وحاسمة” في مدينة تدمر، بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات العامة وقوات التحالف الدولي، استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة. وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على خمسة أشخاص مشتبه بتورطهم في الهجوم، وبدء التحقيق معهم فوراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *