السياسة

لارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.. «الدعم السريع» يستمر في تجنيد المرتزقة

البلاد (الخرطوم)
كشفت تحقيقات حديثة عن شبكة معقدة لشركات مسجلة في بريطانيا تورطت في تجنيد مئات المرتزقة الكولومبيين؛ للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع في السودان، المتهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
وبحسب تحقيق أجرته صحيفة “الغارديان”، فإن شقة سكنية متواضعة شمال لندن، قبالة طريق كريتون، كانت مقرًا لشركة Zeuz Global، التي أسسها شخصان كولومبيان خضعا مؤخرًا لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية بسبب نشاطاتهما في تجنيد المرتزقة للقتال بالسودان. وتكشف السجلات الحكومية البريطانية أن هذه الشقة كانت جزءًا من شبكة عابرة للحدود تنشط في عمليات التجنيد الجماعي.
وأكد التحقيق أن المرتزقة الكولومبيين شاركوا بشكل مباشر في الهجوم على مدينة الفاشر بإقليم دارفور في أكتوبر الماضي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 ألف شخص، وفق تقديرات محللين مستقلين. كما قام هؤلاء المرتزقة بتدريب الأطفال على القتال، وعملوا كقناصة ومشغلي طائرات مسيّرة، مستخدمين أسلحة متقدمة ساهمت في تعزيز سيطرة قوات الدعم السريع على المدن المستهدفة، وتنفيذ عمليات عسكرية في إقليم كردفان.
ورغم إعلان العقوبات البريطانية في 12 ديسمبر على أربعة من قادة قوات الدعم السريع، من بينهم عبد الرحيم حمدان دقلو شقيق قائد القوات المعروف باسم”حميدتي”، فقد نقلت شركة Zeuz Global مقرها بعد يوم واحد إلى قلب لندن، مستغلة عناوين فندقية دون إذن رسمي، في محاولة للتهرب من الرقابة، بينما نفت الفنادق أي علاقة بها.
تأتي هذه التطورات في وقت حذر فيه خبراء دوليون من تفشي ظاهرة المرتزقة العابرة للحدود، مؤكدين أن التجنيد خارج الرقابة القانونية يفاقم النزاعات، ويزيد من الانتهاكات ضد المدنيين في مناطق النزاع. كما أشارت التقارير إلى أن التدخلات الأجنبية بهذا الشكل قد يعقد جهود السلام والاستقرار في السودان، ويؤدي إلى تصاعد العنف في دارفور وكردفان وغيرها من المناطق.
التحقيق الصحفي سلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الرقابة على الشركات المسجلة في الخارج، ومنع استخدام الأراضي الأوروبية؛ كمنصات لتجنيد مرتزقة والمشاركة في نزاعات مسلحة خارج نطاق القانون الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *