تتغير بنا الدنيا، وتدور بنا الأرض، وتمور السماء مورًا، وتجري الكواكب والمجرات بالعرض والطول والاستواء. تشرق الشمس وتغيب، ويتعاقب الليل والنهار، ويعود القمر كالعُرجون القديم، وتتابع الأمواج والتيارات بالمد والجزر، في المداد والمقدار، والقدر والأقدار، والحظ والتوفيق، والظلمات والنور. تختلف العادات والتقاليد والأعراف، وتجدد المخلوقات والحياة بين طرفة عين وانتباهتها، ويكون ما يكون، وتتغير الأمور بين مفقود ومولود. يخلق الله ما نعلم وما لا نعلم، من حيث ندري ومن حيث لا ندري، ويسخر من يشاء إلى ما يشاء، وتتزين الأرض والسماء، ويظن أهلها أنهم قادرون عليها.
ويتحقق المعقول وغير المعقول، وندرك ما لا ندرك، ويصبح المستحيل ممكنًا، والمتاح لا صعب فيه إلا أصبح سهلاً. وهكذا يكون العالم، ولو بالمال والواسطة والإمكانات، وما بين عشية وضحاها صار كالعنب زبيبًا، وتغير الحال، وصار عالمًا مشهورًا بشهادة الدكتوراه والشهادات العليا، وبالدال وحدها.
ولا يهم إن كانت نهايتها بالتاء المربوطة بنقطتها أم بدونها، ولا الحروف والكلمات فوق السطر أو بعده، ولا قفز سطر أو سطرين أو ثلاثة. فقد كتب، وفتحت له الأبواب المغلقة، وصار مهما حصل وحدث، وكان في طريق تحقيق الأماني والأمنيات، بشروط وضوابط الأمانة، وبدونها يؤلف حكايات الكتاب، ويكتب ما لا يعلم، وينقل ويغش، ويسرق، ويحمل أوزار ما لا يستطيع فهمه.
لكنه يعلم أنه ليس هو نفسه، وأنه حقيقي وغير حقيقي، ذكي صناعي، ريموت كنترول يصنع ويكتب ما لا يعلم، ولكنه سخر الذكاء إلا لما لا ذكاء فيه، ويستطيع ما لا يعرف، واستمر على حاله، مستمراً في غيه حتى أقبل النهار، وأدركه الفجر بالكلام المباح. وعندها، سكتت الأصوات، صمتت، وساحت زبدة الكلام بحرارة محتوى مقال الأفق الصادق، وتبين الخيط الأبيض من الأسود، وظهر الشفق الأحمر، والأرض بنور ربها، ليكشف الله الحقيقة.
والحقيقة مرة غالبًا مهما كان طعمها ونكهتها، والله أعلى وأعلم.
lewefe@
