الرياضة

انطلاق مباريات المجموعتين الخامسة والسادسة بكـأس أمم أفريقيا.. صراع عربي يجمع الجزائر والسودان.. وبوركينا فاسو أمام غينيا

البلاد (جدة)
تقام مساء اليوم الأربعاء أربع مباريات ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا، حيث يتواجه منتخبا الجزائر والسودان عند الـ 6 مساء في المجموعة الخامسة، ويسبق هذا الصراع العربي الخالص مواجهة تجمع بوركينا فاسو مع غينيا الاستوائية عند الـ 3:30 مساء في المجموعة ذاتها.
وفي المجموعة السادسة، يلعب منتخب ساحل العاج مع موزمبيق في الـ 8:30 مساء، والكاميرون مع الغابون في الـ 11 مساء.

الخضر يواجهون صقور الجديان
يستهل المنتخب الجزائري مشواره في نهائيات كأس أمم إفريقيا بمواجهة منتخب السودان مساء اليوم على ملعب مولاي الحسن بالعاصمة المغربية الرباط.
وتعد هذه أول مواجهة رسمية بين المنتخبين في تاريخ كأس أمم إفريقيا، رغم أنهما التقيا في 8 مناسبات سابقة بمختلف البطولات، لم يعرف خلالها “محاربو الصحراء” طعم الخسارة، محققين 4 انتصارات، و4 تعادلات.
ويدخل المنتخب الجزائري نسخة المغرب 2025 وسط ضغوط كبيرة، بعد الخروج الصادم من دور المجموعات في النسختين الماضيتين (الكاميرون 2021 وكوت ديفوار 2023)، وهي خيبة لم يعتد عليها منتخب توج باللقب مرتين (1990، و2019)، ويملك تاريخا ثريا في القارة السمراء.
يقود منتخب “الخضر” المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، ويطمح المنتخب الجزائري في تحقيق اللقب للمرة الثالثة بعد عامي 1990 و2019.
وتضم قائمة بيتكوفيتش 28 لاعبًا، من بينهم 16 شاركوا في نسخة 2023، و10 في نسخة 2021، و7 أبطال نسخة 2019، في مزيج يجمع بين الخبرة والطموح. ويبرز من بينهم رياض محرز، وعيسى ماندي، ورامي بن سبعيني، وإسماعيل بن ناصر، الذين يسعون لمعادلة الرقم القياسي للأسطورة رابح ماجر؛ كأكثر اللاعبين الجزائريين مشاركة في النهائيات القارية (6 مرات).
وفي المقابل، يعود منتخب السودان إلى أمم إفريقيا لأول مرة منذ 2021، وهو يدرك صعوبة المهمة في مجموعة تضم الجزائر، وبوركينا فاسو، وغينيا الاستوائية. ورغم امتلاكه تاريخا عريقا كأحد مؤسسي البطولة وأول بطل لها عام 1970، إلا أن سجله الحديث لا يمنحه أفضلية كبيرة؛ إذ فاز مرة واحدة فقط في آخر 16 مباراة بالنهائيات.
ويدرب منتخب “صقور الجديان” الغاني كواسي أبياه، الذي يخوض ثالث تجربة له في النهائيات، ويمتلك خبرة جيدة، وسيدخل السودان اللقاء دون ضغوط كبيرة، معتمدًا على التنظيم الدفاعي، ومحاولة استغلال أي هفوة.

اختبار مبكر للطموح والاستمرارية
يلتقي منتخبا بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء اليوم، ضمن المجموعة الخامسة لكأس أفريقيا.
تجمع المواجهة بين منتخبين اعتادا تقديم مستويات جيدة على مدار السنوات الأخيرة، وقد نجحا في فرض نفسيهما كمنافسين عنيدين أمام كبار القارة.
وسبق للمنتخبين أن التقيا في ثلاث مناسبات؛ من بينها مواجهة وحيدة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، انتهت بالتعادل السلبي خلال دور المجموعات لنسخة 2015، التي استضافتها غينيا الاستوائية.
ويحسب لمنتخب بوركينا فاسو حفاظه على نظافة شباكه في جميع مبارياته السابقة أمام غينيا الاستوائية، في مؤشر على صلابة دفاعية لطالما ميزت منتخب “الخيول” في البطولات القارية.
ويملك منتخب “الخيول” سجلًا محترمًا في العقد الأخير، حيث بلغ النهائي في نسخة 2013، وحل ثالثًا في 2017، ورابعًا في نسختي 1998 و2021، إضافة إلى بلوغ دور الـ 16 في نسخة كوت ديفوار 2023.
ويدخل منتخب بوركينا فاسو نسخة المغرب تحت قيادة المدرب الوطني المخضرم براما تراوري (63 عامًا)، الذي يتولى المسؤولية منذ مارس 2023، وسبق له العمل مع المنتخب الأول بين عامي 2012 و2015، إضافة إلى خبرته الطويلة مع منتخبات الفئات السنية.
ويعتمد المنتخب البوركيني على مجموعة من الأسماء البارزة، يتقدمها القائد برتراند تراوري، مهاجم سندرلاند الإنجليزي، إلى جانب دانغو واتارا، وإدوموند تابسوبا، وعيسى كابوريه، وهيرفي كوفي.
وعلى الجانب الآخر، يخوض منتخب غينيا الاستوائية، المعروف بلقب “الرعد الوطني”، مشاركته الخامسة في كأس أمم إفريقيا، والثالثة على التوالي، بعدما فرض نفسه كأحد أكثر المنتخبات إزعاجًا للكبار خلال العقد الأخير.
ويحسب لمنتخب غينيا الاستوائية أنه تجاوز دور المجموعات في جميع مشاركاته الأربع السابقة، وبلغ ذروة إنجازاته بحلوله في المركز الرابع خلال نسخة 2015، وهو أفضل مركز في تاريخه.
لكن مشوار غينيا الاستوائية نحو بطولة المغرب لم يكن مثاليًا، حيث جاء بعد فترة من الاضطرابات الإدارية والفنية، شملت إقالة المدرب خوان ميتشا، واستبعاد عدد من اللاعبين الأساسيين، وعلى رأسهم القائد وهداف نسخة 2023، إيميليو نسوي، عقب أزمة إضراب ورفض السفر لخوض مباراة تصفيات كأس العالم أمام مالاوي.
وتكتسب مباراة بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية أهمية مضاعفة؛ كونها تأتي في مجموعة تضم أيضًا المنتخبين الجزائري والسوداني، ما يجعل حصد النقاط في الجولة الأولى عاملًا حاسمًا في رسم ملامح الصراع على التأهل.

بداية حملة الدفاع عن اللقب
يهدف منتخب ساحل العاج إلى بداية قوية؛ بصفته حامل لقب كأس أمم إفريقيا، وذلك حينما يواجه منتخب موزمبيق اليوم، ضمن منافسات الجولة الأولى بالمجموعة السادسة التي تضم أيضًا منتخبي الكاميرون والغابون.
وفاز منتخب ساحل العاج بلقب البطولة في النسخة الماضية، التي استضافها على أرضه، حيث تغلب في النهائي على منتخب نيجيريا 2-1 بعد مشوار صعب خلال البطولة.
وسوف يفتقد منتخب ساحل العاج في البطولة خدمات نجمه سيباستيان هالر، صاحب هدف الفوز بالبطولة في النسخة الماضية في شباك نيجيريا، وذلك بعدما تعرض لإصابة مع فريقه أوتريخت الهولندي، ليتم استبداله بإيفان جيساند، مهاجم أستون فيلا الإنجليزي.
وعلى الجانب الآخر، يهدف منتخب موزمبيق إلى الخروج بأفضل نتيجة ممكنة أمام بطل إفريقيا، وهو الفريق الذي يعيش حالة معنوية عالية أيضا بصعوده إلى نهائيات كأس العالم 2026 في أمريكا والمكسيك وكندا، وذلك للمرة الأولى منذ آخر ظهور له في نسخة عام 2014 بالبرازيل.
ولم يحقق منتخب موزمبيق ما هو أفضل من الخروج من دور المجموعات عبر مشاركاته بالبطولة، فيما حصل منتخب ساحل العاج على اللقب ثلاث مرات أعوام 1992 و2015 و2023.

الخروج من النفق المظلم

يسعى منتخب الكاميرون إلى النقاط الثلاث؛ حينما يستهل مشواره أمام الغابون في ملعب “أدرار” بمدينة أغادير المغربية، ضمن منافسات الجولة الأولى بالمجموعة السادسة.
يدخل المنتخب الكاميروني البطولة وسط أجواء متوترة، بعد الأزمة الأخيرة التي طالت الأسماء المستبعدة أو الموجودة ضمن قائمة الفريق المشاركة في البطولة، حيث ذكرت تقارير أن صامويل إيتو، أسطورة كرة القدم الكاميرونية ورئيس اتحاد كرة القدم، قد تدخل بقوة في الاختيارات الفنية بعد إقالته للمدرب البلجيكي مارك بريس، واستبعاد عدد من الأسماء، على رأسهم فانسان أبو بكر، بداعي اقترابه من تحطيم رقم إيتو القياسي في عدد الأهداف ببطولة أمم إفريقيا.
ورغم ذلك، ينطلق المنتخب الكاميروني بقيادة المدرب المحلي ديفيد باجو، وعينه على النقاط الثلاث في مواجهة الغابون، وذلك قبل الاختبار الأقوى يوم 28 من الشهر الجاري أمام ساحل العاج، حامل اللقب.
على الجانب الآخر، يسعى منتخب الغابون إلى تقديم مشاركة أفضل في عودته للبطولة للمرة الأولى منذ نسخة 2021 في الكاميرون، حينما خرج من دور الـ 16، وسوف يعتمد على نجمه وهدافه المخضرم بيير إيمريك أوباميانغ، مهاجم مرسيليا الفرنسي.
وإلى جانب أوباميانغ، يوجد أيضًا المخضرم ماريو ليمينا، لاعب وسط غلطة سراي التركي؛ ما يعطي اتزانًا للقائمة التي استدعاها المدرب تيري مويوما.
وكان منتخب الغابون خسر في قبل نهائي الملحق الإفريقي المؤهل للملحق العالمي لكأس العالم 2026 في أمريكا والمكسيك وكندا، أمام نظيره النيجيري، ويأمل في تقديم مشاركة مغايرة في أمم إفريقيا بالمغرب؛ لتعويض جماهيره عن خيبة الأمل في عدم بلوغ المونديال.
وسبق للمنتخب الغابوني المشاركة في البطولة 8 مرات من قبل، وكانت أفضل نتائجه الصعود إلى دور الـ 8 في نسختي 1996 في جنوب إفريقيا و2012 على أرضه بالاشتراك مع غينيا الاستوائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *