السياسة

الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة إستراتيجية جديدة.. الداخلية السورية تتهم «قسد» بالتجنيد الإجباري في حلب

البلاد (دمشق)
تعيش الساحة السورية تطورات متوازية على المستويين الأمني والدبلوماسي، في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية السورية عن إجراءات أمنية مشددة في مدينة حلب، متهمة «قوات سوريا الديمقراطية – قسد» بمحاولة فرض التجنيد الإجباري على المدنيين، بالتزامن مع حراك سياسي لافت تقوده دمشق لتعزيز علاقاتها الدولية، وفي مقدمتها روسيا.
وأفادت وزارة الداخلية السورية، في بيان نشرته على منصة «إكس»، بأن «قسد» تحاول فرض التجنيد القسري على السكان في مدينة حلب، مؤكدة أن قيادة الأمن الداخلي في المحافظة تواصل تنفيذ مهامها لحماية المدنيين، وضمان خروجهم الآمن من حيي الشيخ مقصود والأشرفية. وأوضح البيان أن انتشاراً أمنياً واسعاً ومكثفاً نُفذ في محيط الحيين، مع اتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحق أي جهة تحاول المساس بأمن المدينة وسلامة سكانها.
وشددت قيادة الأمن الداخلي في حلب على أن حماية المدنيين تمثل أولوية قصوى، داعية الأهالي إلى الالتزام بتعليمات الوحدات الأمنية والتعاون معها بما يسهم في استقرار المدينة وحماية الأرواح والممتلكات.
وشهدت مناطق محيطة بحيي الشيخ مقصود والأشرفية خلال الأيام الماضية اشتباكات متقطعة بين قوات من الجيش السوري وقوات «قسد»، إثر استهداف عنصر تابع للأخيرة حاجزاً للأمن الداخلي قرب دوار الشيحان. كما رُصد نزوح عشرات العائلات من مناطق عدة، بينها حي الليرمون، إضافة إلى انتقال عائلات من الشيخ مقصود والأشرفية إلى داخل مدينة حلب، خشية تجدد القتال.
وبعد ساعات من القصف والمواجهات، ساد هدوء نسبي عقب التوصل إلى تهدئة، حيث أصدرت قيادة أركان الجيش السوري أمراً بوقف استهداف مصادر نيران «قسد»، فيما أعلنت الأخيرة وقف الرد على الهجمات استجابة لاتصالات التهدئة.
وفي موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، من موسكو، أن العلاقات السورية ـ الروسية تدخل مرحلة جديدة، معتبراً أن العام الحالي يمثل بداية الخروج من حرب استمرت 14 عاماً. وقال الشيباني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن دمشق تسعى إلى نقل علاقتها مع موسكو إلى مستوى استراتيجي يخدم مصالح البلدين، مشيراً إلى رغبة بلاده في جذب الاستثمارات الخارجية، ومعرباً عن أمله في دعم روسي لهذا المسار.
كما أعلن الشيباني أن الحكومة السورية نجحت خلال عام واحد في القضاء على تجارة المخدرات التي كان يرعاها النظام السابق، في إطار مساعيها لإعادة ضبط الأمن وبناء مؤسسات الدولة.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السورية أن اللقاء مع الجانب الروسي شدد على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفض الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مع التأكيد على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، إضافة إلى دعم جهود إعادة الإعمار وعودة الاستقرار وتحقيق العدالة الانتقالية.
بدوره، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة الوفد السوري بأنها مثمرة، مؤكداً دعم موسكو لوحدة سوريا، فيما أعلنت الخارجية الروسية بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *