السياسة

استهداف لموطئ قدم إستراتيجي في القرن الأفريقي.. «صوماليا لاند».. مخطط لتهجير الفلسطينيين

البلاد (جدة)
تثير الخطوة الإسرائيلية الأخيرة بالاعتراف بما يسمى أرض الصومال (صوماليا لاند) ككيان مستقل مخاوف واسعة على المستويين الإقليمي والدولي، نظراً للأبعاد السياسية والجغرافية والأمنية التي يحملها القرار. وتشير التحليلات إلى أن هذا التحرك قد يشكل تهديداً للوحدة الوطنية للصومال، ويزيد من المخاطر المتعلقة بالتهجير القسري للفلسطينيين، إلى جانب تأثيراته المحتملة على الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأكدت وزارة الخارجية الصومالية في بيان رسمي على رفض أي محاولات لتغيير الواقع الديموغرافي للإقليم أو تهجير الفلسطينيين، مؤكدة على دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وضرورة احترام القانون الدولي ومبادئ عدم التدخل وسيادة الأراضي للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويشير المراقبون إلى أن الهدف من الاعتراف الإسرائيلي يتجاوز الملف الفلسطيني، ليشمل تأمين موطئ قدم استراتيجي قرب مضيق باب المندب، ما يوفر لتل أبيب قدرة أكبر على التحكم في ممرات الملاحة البحرية، وربطها بسلاسل الإمداد التجارية لأفريقيا، وتقليل الاعتماد على ممرات أخرى تحت نفوذ قوى منافسة.
كما قد يؤدي التعاون الإسرائيلي مع “أرض الصومال” لتطوير ميناء بربرة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية للممرات البحرية، وتأثير مباشر على حركة التجارة الإقليمية والدولية، بما يشكل تحدياً لمصالح الدول العربية والدول الكبرى مثل الصين وروسيا. ويضاف إلى ذلك أن توطين الفلسطينيين في الإقليم يواجه صعوبات سياسية وقانونية كبيرة، إذ لا توجد موافقات رسمية أو قبول شعبي لهذه الخطوة، في ظل رفض عربي كامل لمثل هذه المخططات.
ويؤكد القرار الإسرائيلي على الأهمية الإستراتيجية للقرن الأفريقي، الذي يشكل نقطة حيوية لمراقبة التجارة الدولية وتأمين الأمن البحري، ويطل مباشرة على خليج عدن وقريب من مضيق باب المندب، مما يتيح لإسرائيل ورقة ضغط قوية على مسارات الملاحة والمصالح الاقتصادية في المنطقة، إلى جانب مواجهة أي تهديدات محتملة تؤثر على الأمن القومي الإسرائيلي.
في المجمل، يمثل الاعتراف الإسرائيلي بـ”أرض الصومال” تحركاً متعدد الأبعاد يجمع بين السياسة والدبلوماسية والأمن البحري، ويشكل اختباراً لقدرة المجتمع الإقليمي والدولي على الحفاظ على وحدة السيادة الوطنية، وصد أي محاولات لتغيير الواقع الديموغرافي أو الإستراتيجي، ومواجهة أي تهديدات قد تنعكس على الأمن الإقليمي والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *